شرح كتاب العظمة المجموعة الثانية
صفة خلق الملائكة وعظم خلقهم وكثرتهم وعبادتهم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال -رحمه الله تعالى- قال جعفر اسم> وحدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا أبو المغيرة اسم> قال: حدثني الأوزاعي اسم> قال: قال موسى اسم> عليه السلام: يا رب من معك في السماء؟ قال: ملائكتي. قال: وكم هم يا رب؟ قال: اثنا عشر سبطا قال: وكم عدد كل سبط قال: عدد التراب.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا محمد بن خلف العسقلاني اسم> قال: حدثنا معاذ بن خالد اسم> عن زهير اسم> عن صفوان بن سليم اسم> عن عبد الله بن كعب اسم> عن يوسف بن عبد السلام بن عبد الله بن سلام اسم> رضي الله عنهما قال: إن الله عز وجل خلق الملائكة فاستووا على أقدامهم رافعي رءوسهم فقالوا ربنا مع من أنت؟ قال: مع المظلوم حتى يؤدى إليه ظلامته.
قال: حدثنا محمد بن العباس بن أيوب اسم> قال: حدثنا محمد بن المثنى اسم> قال: حدثنا مؤمل اسم> قال: حدثنا سفيان الثوري اسم> قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد اسم> عن عبد الله بن الحارث اسم> عن كعب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: ما من شجرة ولا موضع إبرة إلا وملك موكل بها يرفع علم ذلك إلى الله تبارك وتعالى وإن ملائكة السماء أكثر من عدد التراب وإن حملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى منكبه مسيرة خمسمائة عام.
قال: حدثنا بنان بن أحمد القطان اسم> قال: حدثنا عبيد بن جناد الحلبي اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن حميد الرواسي اسم> عن الأعمش اسم> عن يزيد اسم> عن عبد الله بن الحارث اسم> -رحمه الله تعالى- قال: ما من شجرة رطبة ولا يابسة إلا موكل بها ملك يأتي الله عز وجل بعلمها ورطوبتها إذا رطبت ويبسها إذا يبست كل يوم قال الأعمش اسم> -رحمه الله تعالى- وهذا في الكتاب رسم> وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ قرآن> رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا جميل بن عبد الرحمن اسم> قال: حدثنا رسوف اسم> قال: حدثنا عبد الغفار بن الحسن أبو حازم اسم> عن إسرائيل اسم> عن أبي يحيى اسم> عن مجاهد اسم> عن ابن عباس اسم> رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رسم> ليس من خلق الله أكثر من الملائكة ما من شيء ينبت إلا وملك موكل بها رسم> .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن اسم> قال: حدثنا أحمد بن عبد العزيز اسم> بنابلس اسم> قال: حدثنا ضمرة اسم> عن إسماعيل بن عياش اسم> قال: حدثني صفوان بن عمرو اسم> عن أبي الزاهرية اسم> عن كعب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: لا تقطر عين ملك منهم إلا كانت ملكا يطير من خشية الله عز وجل. قال صفوان اسم> وزاد فيه غيره وذلك أنها نطفة خشية وليست نطفة شهوة فمن هنالك كثرت الملائكة.
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد اسم> عن أبي عمير الرملي اسم> قال: حدثنا ضمرة اسم> عن العلاء بن هارون اسم> قال: لجبريل اسم> عليه السلام في كل يوم اغتماسة في الكوثر ثم ينتفض فكل قطرة يخلق منها ملك. قال: حدثنا جعفر بن أحمد اسم> قال: حدثنا ابن حميد اسم> قال: حدثنا عمر بن هارون اسم> عن عبد الجليل بن عطية القيسي اسم> عن شهر بن حوشب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له صدلقن اسم> إن بحور الدنيا تسعى في نقرة إبهامه.
قال: حدثنا جعفر اسم> قال: سمعت مالكا اسم> يقول: بلغنا أن في بعض السماوات ملائكة كلما سبح بينهم ملك وقع من تسبيحه ملك قائم يسبح. قال: وفي بعض السماوات ملك له من العيون عدد الحصى والثرى وعدد نجوم السماء ما فيها عين إلا وتحتها لسان وشفتان يحمد الله عز وجل بلغة لا يفقهها صاحبها. قال: وإن حملة العرش لهم قرون بين أطراف قرونهم ورءوسهم مقدار خمسمائة سنة والعرش فوق القرون.
قال: حدثنا جعفر اسم> قال: حدثنا ابن أبي زائدة اسم> قال: حدثنا سيار اسم> عن جعفر اسم> قال: حدثنا سعيد الجريري اسم> قال: حدثنا من جلس إلى نوف البكالي اسم> فسمعه يقول: إذا مضى ثلث الليل بعث الله تبارك وتعالى أربعة أفواج من الملائكة فأخذ فوج منهم بشرقي السماء وفوج منهم بغربي السماء وفوج حيث تجيء الجنوب وفوج منهم حيث تجيء الشمال فقال هؤلاء سبحان الله وقال هؤلاء الحمد لله وقال هؤلاء لا إله الا الله وقال هؤلاء الله أكبر حتى تصرخ الديوك من السحر.
قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن داود اسم> قال: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم اسم> قال: حدثنا حفص بن عمر اسم> قال: حدثنا ثور بن يزيد اسم> قال: حدثنا خالد بن معدان اسم> عن معاذ بن جبل اسم> والعرباض بن سارية اسم> -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رسم> إن لله عز وجل ملكا نصفه من نور ونصفه من ثلج يسبح يقول: سبحانك يا مؤلف الثلج إلى النور ولا يطفئ النور برد الثلج ولا برد الثلج حر النور ألف بين قلوب عبادك المؤمنين رسم> .
قال: حدثنا محمد بن سهل اسم> قال: حدثنا سلمة بن شبيب اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم اسم> عن أبيه عن عكرمة اسم> -رحمه الله تعالى- قال: إن في السماء ملكا يقال له إسماعيل لو أذن له ففتح أذنا من آذانه فسبح الرحمن لمات من في السماوات ومن في الأرض.
قال: حدثنا محمد بن سهل اسم> قال: حدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا زيد اسم> قال: حدثنا عنبسة بن سعيد اسم> قاضي أهل الري اسم> عن جعفر بن أبي المغيرة اسم> عن شمر بن عطية اسم> عن كعب الأحبار اسم> -رحمه الله تعالى- قال: إن لله عز وجل ملكا يصوغ حلي أهل الجنة من يوم خلق إلى أن تقوم الساعة لو أن حليا أخرج من حلي أهل الجنة لذهب بضوء الشمس.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا اسم> قال: حدثنا سلمة اسم> قال: حدثنا زيد بن الحباب اسم> قال: حدثني معتمر أبو الحكم الباهلي اسم> عن قتادة اسم> -رحمه الله تعالى- قال: من رأى خلقا من خلقه فتوسم فيه حتى ينزل الجبار تبارك وتعالى قال: رسم> وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قرآن> رسم> تحمله الملائكة على كواهلها بأيد وعزة وحسن وجمال حتى إذا جلس على كرسيه نادى تعالى به: لمن الملك اليوم؟ فلم يجبه أحد فعطفها على نفسه تبارك وتعالى فقال: لله الواحد القهار اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب.
قال: حدثني عبد الله بن سلم اسم> عن أحمد بن محمد بن غالب اسم> قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن العلاء اسم> قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم اسم> قال: حدثني عبد الصمد اسم> عن وهب اسم> -رحمه الله تعالى- قال: ثم إن الله عز وجل أراد أن يخلق حملة العرش فقال كن فكون من الملائكة بعدد القطر والمطر والشجر والورق وكل رطب ويابس في بر أو بحر ولم يكن هنالك قطر ولا مطر ولا شجر ولا ورق ولا رطب ولا يابس ولا سماء ولا أرض ولا خلق مخلوق ولا أجل معدود ولا رزق يقوت ولا شمس ولا قمر ولا نجم يزهر ولا ليل داج ولا نهار ذات أبراج ولكن كان في علمه المحيط أن سيخلق ذلك كله بما جرى في اللوح وكتبه القلم وملائكة متراصة أقدامهم متلازقة أكتافهم مصطكة مناكبهم.
ثم قال لهم: أقلوا العرش فما قدروا على إقلاله ثم قال: كن فأمدهم بصف ثان أمثالهم سبعة أضعاف في الشدة والقوة والنجدة والشجاعة والغلظة والعظمة ملائكة متراصة أقدامهم مصطكة مناكبهم متلازقة أقدامهم ثم قال لهم: أقلوا العرش فما قدروا على إقلاله، ثم قال لهم: كن فأمدهم بصف أمثالهم سبعة متلازقة أكتافهم أنصافهم الأعلى من النار وأنصافهم الأسفل من الثلج، فلا ذلك النار يذيب الثلج بحره ولا ذلك الثلج يطفئ النار ببرده، ثم قال لهم: أقلوا العرش فما قدروا على إقلاله.
ثم قال: كن فأمدهم بصف رابع أمثالهم سبعة أضعاف ملائكة أنصافهم من البرق الخاطف وأنصافهم من الرعد القاصف، ثم قال لهم: أقلوا العرش فما قدروا على إقلاله فأمدهم بصف خامس ملائكة أنصافهم من الريح العاصف وأنصافهم من السحاب العاكف، فلا ذلك العاصف يزيل ذلك العاكف ولا ذلك العاكف يزيل ذلك العاصف.
ثم قال لهم: أقلوا العرش فما قدروا على إقلاله ثم أمدهم بصف سادس أمثالهم أنصافهم من الظلمة وأنصافهم من النور، فلا ذلك النور يذهب سواد الظلمة ولا تلك الظلمة تذهب بذلك النور، ثم قال لهم: أقلوا العرش فما قدروا على إقلاله، ثم قال: كن فأمدهم بصف سابع أمثالهم؛ فملائكة أنصافهم من الدر وأنصافهم من الزمرد، فلا ذلك الدر يذهب شعاع ذلك الزمرد الأخضر ولا ذلك الزمرد يزيل شعاع ذلك الدر.
ثم قال لهم: أقلوا العرش فما قدروا على إقلاله، فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي وعلوي على خلقي وعظمتي لو أمددتكم بأمثالكم وأضعافكم أبد الآبدين ودهر الداهرين ما قدرتم على إقلاله إلا بي فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله فقالوها فاستقل العرش على رءوسهم فعظم عليهم ومدت أرجلهم تهوي فأمر الله عز وجل الملك أن يكتب اسمه الأعظم تحت أرجلهم فاستقل العرش على رءوسهم.
فالله تبارك وتعالى حامل عرشه لا من حاجة إليهم ولكن استعبدهم فإذا أماتهم حمل الله عز وجل عرشه كما كان بديا.
قال: حدثنا جعفر بن أحمد اسم> قال: حدثنا إبراهيم بن الجنيد اسم> قال: حدثنا يحيى بن السري المروزي اسم> قال: حدثنا إسحاق بن مرار الشيباني اسم> قال: حدثني ركن الشامي اسم> عن مكحول اسم> -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رسم> إن في حملة العرش أربعة أملاك ملك على صورة سيد الصور وهو ابن آدم وملك على صورة سيد السباع وهو الأسد وملك على صورة سيد الأنعام وهو الثور قال: فما زال غضبان مذ يوم العجل إلى ساعتي هذه وملك على صورة سيد الطير النسر رسم> .
سمعنا في هذه الآثار ما جاء في صفة الملائكة، لا شك أن كثيرا من هذه الآثار فيه مبالغة، والكثير منها غير ثابت سندا، قد يكون بعضها متلقى من الأخبار الإسرائيلية، ولكن قد ورد كثير في الأحاديث الثابتة الصحيحة، كذلك أيضا قد ورد ما يدل على كثرة الملائكة وعلى عظمتهم.
مسألة>